أكثروا من الحوقلة يا أحبابي بقول "لا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله" فإنّها بإذن الله تشرح البال، وتصلح الحال، وتفتح اﻷقفال، وتذهب اﻷثقال، وتخفف اﻷحمال، وترضي المتعال
رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:"يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ". و معنى "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ" كما وردَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا؟"، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "لَا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلَّا بِعِصْمَةِ اللهِ، وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللهِ"، أخرجه البزارُ
فقد روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: “أَمَرَنِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَق وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ”
وَمَعْنَى الكَنْز هُنَا أَنَّهُ ثَوَابٌ مُدَّخَرٌ فِي الجَنَّةِ، وَهْوَ ثَوَابٌ نَفِيسٌ كَمَا أَنَّ الكَنْزَ أَنْفَس أَمْوَالِكُمْ.
وَرَدَ في حديثٍ رَوَاهُ الحاكمُ أنَّ: ( لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله العليِّ العظيم ) تنفعُ لتسعينَ داءً أقلُّها الهَمُّ.
فمَنْ كان يشكو كَثرةَ الهَمِّ فلْيُكْثِرْ من قول لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله العَلِيِّ العَظيم.