الشيخ الإمام
أبو محمد عبد الله بن أبي زيد
إمام المالكية في وقته وقدوتهم وجامع مذهب مالك
حاز رياسة الدنيا والدين وكان يسمى مالكًا الصغير هكذا كان كلام القاضي عياض، عندما أرَّخ لابن أبي زيد القيرواني، الذي كان منتهى طبقة المتقدمين عند المالكية.
نشر المذهب المالكي في المغرب، ورسخ دعائمه، كما نشر السنة وحارب البدعة، فرد على القدرية، وصنف رسالة منهجية في النهي عن الجدال.
ضريح ابن أبي زيد القيرواني في القيروان :
المولد والنشأة
أبو محمد عبد الله بن أبي زيد رضي الله عنه وغفر الله له ولد بالقيروان سنة 310 هـ، واسم أبي زيد عبد الرحمن كذا قال الأمير ابن ماكولا والقاضي ابن الحذاء وهو نفزي النسب قاله الأمير، سكن القيروان.
ذكر مكانه من العلم وثناء الجلّة عليه:
وكان أبو محمد رحمه الله إمام المالكية في وقته وقدوتهم، وجامع مذهب مالك وشارح أقواله وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية وكتبه تشهد له بذلك، فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله ذابّاً عن مذهب مالك، قائماً بالحجة عليه، بصيراً بالرد على أهل الأهواء، يقول الشعر ويجيده، ويجمع إلى ذلك صلاحاً تاماً، وورعاً وعفة، وحاز رئاسة الدين والدنيا وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب، وضم كسره، وذبّ عنه، وملأت البلاد تواليفه….وعرف قدره الأكابر.
قال الشيرازي وكان يعرف بمالك الصغير، وذكره أبو الحسن القابسي فقال إمام موثوق به في درايته وروايته.
وقال أبو الحسن علي بن عبد الله القطان ما قلدت أبا محمد بن أبي زيد حتى رأيت السبائي يقلده، وذكره أبو بكر بن الطيب في كتابه فعظم قدره وشيّخه وكذلك هو وغيره من أهل المشرق واستجازه ابن مجاهد البغدادي وغيره من أصحابه البغداديين.
قال أبو عبد الله الميورقي اجتمع فيه العلم والورع والفضل والعقل، شهرته تغني عن ذكره.
المؤلفات
- صنف كتاب (النوادر والزيادات) في نحو المائة جزء
- واختصر (المدونة)، وعلى هذين الكتابين المعول في الفتيا بالمغرب
- وصنف كتاب (العتبية) على الأبواب
- وكتاب (الاقتداء بمذهب مالك)
- وكتاب (الرسالة) المشهورة وقيل: إنه صنعها وله سبع عشرة سنة
- وكتاب (الثقة بالله والتوكل على الله)
- وكتاب (المعرفة والتفسير)
- وكتاب (إعجاز القرآن)
- وكتاب (النهي عن الجدال)
- ورسالته في الرد على القدرية
- ورسالته في التوحيد
- وكتاب من تحرك عند القراءة
وفاته رضي الله عنه
وتوفي أبو محمد رحمه الله وغفر له سنة ست وثمانين وثلاثماية، وذكر أن أبا محمد بن أبي زيد رحمه الله رؤي في مجلسه تحت فكرة وكآبة، فسئل عن سبب ذلك؟ قال رأيت باب داري سقط وقد قال فيه الكرماني إنه يدل على موت صاحب الدار، فقيل له الكرماني مالك في علمه؟ قال نعم هو مالك في علمه، أو كأنه مالك في علمه، فلم يقم إلا يسيراً ثم مات رحمه الله.
-
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.